تتسبب الازدحامات المرورية في دبي كغيرها من المدن الكبرى في العالم بخسائر اقتصادية كبيرة، على الرغم من الجهود المستمرة من قبل السلطات للتصدي لهذه المشكلة، وفي عام 2013 أظهرت الأرقام خسائر قدرت بحوالي 2.9 مليار درهم في دبي نتيجة التأخير في ساعات العمل والهدر في الوقت والوقود بسبب الازدحامات المرورية.
وتعد إشارات المرورية الميزة الأكثر شيوعاً بين جميع شبكات الطرقات الحديثة، والتي يعتقد البعض أنها تسهل حركة المرور، في حين يشعر آخرون بأنها تعيق تدفق حركة المرور بحسب صحيفة غلف نيوز.
وعلى الرغم من بناء العديد من الجسور والأنفاق، إلا أن إشارات المرور تبقى الحل الأمثل للتحكم بحركة المرور عند التقاطعات، وفي مدينة دبي التي تعد موطناً لأكثر من 1.5 مليون سيارة، وتضم شبكة طرقات مترامية الأطراف يصل طولها إلى حوالي 3760 كيلومتراً، تلعب إشارات المرور التي يبلغ عددها 800 إشارة تقريباً دوراً هاماً في تنظيم حركة المرور.

ولكن كيف يتم تنظيم عمل إشارات المرور في دبي؟
تعتمد إشارات المرور في دبي على نظام متقدم يسمى SCOOT يستجيب بشكل تلقائي لتقلبات حركة المرور، و يغني عن مخططات إشارت المرور المكلفة والتي تحتاج إلى التحديث بشكل دائم.
و تستخدم هيئة الطرق والمواصلات التي تشرف على نظام المرور في دبي ثلاثة أنظمة مختلفة لإشارات المرور. و تقول ميثاء محمد بن عدي المديرة التنفيذية لمؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات: “لقد تم تثبت زمن إشارات المرور، وهو أم نادر جداً، ولدينا نظام يعتمد على أجهزة استشعار لها حد أدنى وحد أقصى لزمن تشغيل إشارة المرور، ولدينا أيضاً نظام SCOOT الذي يغطي معظم التقاطعات المرورية في دبي.

ويقوم نظام SCOOT بحساب الوقت من كل دورة على أساس عدد لمركبات التي تحددها أجهزة الاستشعار، ولديه حد أدنى وحد أقصى لضبط توقيت إشارات المرور وفقاً لحركة المرور، مما يجعلها أكثر موثوقية.
ويعمل نظام SCOOT على ترتيب حركة إشارات المرور بحيث يتجنب التعارض فيما بينها، ويحدد المراحل المختلفة على الطريق، ويعتمد ذلك على حجم حركة المرور في كل مرحلة.
توقيت إشارات المرور
تعد مدة الأضواء الخضراء والحمراء لإشارات المرور من أكثر القضايا المثيرة للجدل، وتوضح بن عدي أن توقيت هذه الأضواء غير ثابت ويختلف من تقاطع إلى آخر، كما يعتمد على حجم الحركة والبنية الهندسية للتقاطعات المرورية، و تختلف مدة الضوء الأحمر بحسب نوع العملية، وفي وضع التشغيل العادي لا يمكن أن تتجاوز 255 ثانية.
وعند أي تقاطع، يسمح نظام SCOOT بأكبر وقت ممكن للضوء الأخضر بالنسبة للمراحل التي تضم أكبر حجم لحركة المرور، بهدف التخفيف من الازدحامات المرورية.
