حذر العلماء من أن الإمارات ومنطقة شبه الجزيرة العربية ستشهد مزيداً من العواصف الرملية نتيجة التغيرات المناخية.
ومن المعروف أن جزيئات الغبار من أهم الملوثات المحمولة جواً في المنطقة، والتي تؤثر على صحة الإنسان والألواح الشمسية والآلات، ومع نمو السكان وتأثير تغير المناخ، من المتوقع أن يزداد هذا الخطر في المستقبل بحسب صحيفة ذا ناشيونال.
و استخدم العلماء في المملكة العربية السعودية و ألمانيا وقبرص بيانات الأقمار الصناعية لدراسة عمق الغبار الجوي، والذي يمثل قدرة الجسيمات العالقة في الهواء على امتصاص أو تشتيت الضوء، وذلك بين عامي 2000 و 2015.
و قال كلاوس كلينغومولر المؤلف المشارك للدراسة من معهد ماكس بلانك للكيمياء في ماينز: “خلال العقد الماضي ومن خلال مشاهدات الأقمار الصناعية، ندرك أن كمية هذه الجسيمات قد ازدادت بشكل كبير، وفي مناطق مثل العراق وسوريا تمكنا من ربط هذه الزيادة مع تزايد الظروف الجافة في الجزء الشمالي من الشرق الأوسط”.
و أشار كلاوس إلى أن هذه الزيادة في جزيئات الغبار وقعت بين عامي 2001 و 2012، وبعد ذلك بدأت بالتراجع، لكن مع زيادة درجات الحرارة نتيجة تغيرات المناخ والجفاف العام، يتوقع العلماء حدوث المزيد من العواصف الرملية.
و حذر التقرير من أن دولة الإمارات ودولاً أخرى في منطقة الشرق الأوسط تنتظر صيفاً أكثر حرارة خلال الأعوام القادمة، حيث أن هناك أدلة تشير إلى وجود علاقة قوية بين ارتفاع مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، لكن العلاقة بين تغير المناخ و زيادة العواصف الرملية ليست واضحة حتى الآن.
و رداً على سؤال حول أعداد العواصف المتوقعة في المستقبل قال الدكتور كلاوس: “من الصعب توقع أرقام دقيقة، ومن الصعب تحديد كيف يمكن لتغير المناخ أن يزيد من حدوث العواصف الرملية، لأن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في ذلك”.
و أشار الدكتور جورجي ستينشيكوف رئيس برنامج علوم الأرض والهندسة في جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية في المملكة العربية السعودية إلى أن الاضطرابات السياسية في كل من سوريا والعراق لعبت دوراً في جفاف الأراضي الزراعية وزيادة إمكانية تشكل الغبار. لكن هذه الاضطرابات في نفس الوقت أدت إلى تباطؤ بالنشاط الاقتصادي، وبالتالي انخفاض كميات الملوثات الصناعية التي تطلق في الجو.
