سنيار: في مقال نُشر في موقع روسيا اليوم، قال الكاتب محمد سعدن أن القيادة في الإمارات جادة أن تصنع لبلدها مكانة معتبرة بين الأمم المتقدمة، ولقد جائت مبادرة “الإمارات تقرأ” التي أعلن عنها مؤخرا، لتشكل ومضة أمل في عالم عربي يتراجع، ولتظهر أن دولة الإمارات مصممة على السير على نهج العلم والمعرفة سبيلا وحيدا نحو صناعة مستقبل مشرق ومزدهر.
وأضاف أن مبادرة القراءة التي أُطلقت مؤخراً من المقرر أن تستمر على مدى زمني يصل عشر سنوات، بميزانية تقدر بنحو أكثر من ثلاثين مليون دولار، لتكون بداية تشكل سياسة وطنية للقراءة، سينبثق منها قانون للقراءة يتم وفقا له، تحديد المسؤوليات الوطنية والجهات المعنية بتنفيذ الاستراتيجية الطموحة الهادفة إلى خلق إنسان واعي ومثقف وقارىء، وبعيدا عن التفاصيل، فإنه يلاحظ الزخم الكبير الذي حظيت به هذه المباردة من أعلى هرم السلطة في الإمارات إلى الإنسان العادي، مما يعني أنها تشكل حالة وعي متفردة في وطن عربي يعاني التخلف والتراجع على كل المستويات، كما تظهر هذه المباردة أن الإمارات لا تريد أن تكون مجرد بلد ناجح في التنمية والرخاء الاقتصادي، وإنما تسعى لتنمية حقيقية مستدامة مبنية على العلم والمعرفة وعلى رأس المال البشري الذي هو وحده الثروة التي لا تنضب.
وأضاف الكاتب:” ولقد كان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد صريحا مع الإماراتيين عندما أعلن قبل نحو سنتين أن بلاده تستعد لليوم الذي تصدر فيه آخر برميل نفط، مما يعني أن رهانها الحقيقي ليس على ثروة ناضبة مثل النفط، وإنما على الإنسان المثقف والواعي والمتعلم القادر على صناعة تنمية مستدامة وخلق بلد حضاري ينافس في مصاف الأمم المتقدمة.
إن مبادرة “الإمارات تقرأ” يجب أن تشكل نموذجا يحتذى به في كافة بلداننا العربية، إذا أردنا أن نخرج فعلا من أسر التخلف إلى فضاءات التقدم والتنمية، فالكتاب والقراءة هما الطريق الأوحد نحو صناعة المستقبل، وأي دولة تقرر أن تكون “دولة قارئة” فذلك يعني أنها حجزت لنفسها مكانة بارزة وسط الأمم والشعوب المتحضرة، وهو أمر لا شك أننا جميعا في حاجة إليه، وخاصة في هذه اللحظة التاريخية التي يتعرض فيها العالم العربي للكثير من المآسي والويلات والحروب.”