سنيار: نعى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات على حسابه في تويتر اللبناني كلوفيس مقصود الذي توفي أمس بعد صراع مع المرض في أحد مستشفيات واشنطن.
وقال الشيخ عبدالله في تغريدة له: “تشرفت بالتعرف علي الاستاذ #كلوفيس_مقصود قبل 30 سنة كان يأمل لمستقبل عربي اكثر إشراقا سوف نبقي الأمل وفاء له و حبا لامتنا”.
من هو كلوفيس مقصود؟
ولد كلوفيس مقصود في مدينة برستو في ولاية أوكلاهوما الأمريكية في 17/12/1927 لوالدين مهاجرين من بلدة الشويفات اللبنانية، وهو مسيحي ماروني، والدته أرثوذكسية، نشأ في بيئة درزية، وأصبح قومياً عربياً ويسارياً اشتراكياً معاً.
ولقب مقصود بخطيب القضية العربية وعرف بمناصرته للقضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية.
وكان قد شغل منصب سفير جامعة الدول العربية في واشنطن ولدى الأمم المتحدة، منذ عام 1979 حتى استقالته قبيل الغزو العراقي للكويت، وسفير للجامعة في الهند في الفترة من 1961 إلى 1966، إضافة إلى عدة مناصب أخرى.
وفي الصحافة شغل منصب كبير محرري جريدة الأهرام المصرية، ورئيس تحرير صحيفة النهار الأسبوعية، وعمل أستاذا محاضرا في كلية الخدمة الدولية في الجامعة الأمريكية في واشنطن، وكلية واشنطن للحقوق، إضافة إلى مشاركته في منتديات ومؤتمرات للأمم المتحدة في عدد من عواصم العالم.
بين عامي 1991 و2011، قام بتدريس مساقات عن الشرق الأوسط والمنظمات الدولية والدبلوماسية الوقائية في كلية الخدمة الدولية في الجامعة الأمريكية في واشنطن وكلية واشنطن للحقوق.
ولمقصود مؤلفات عدة في السياسة والفكر، أبرزها: معنى عدم الانحياز، وأزمة اليسار العربي، وأفكار حول الشؤون الأفروآسيوية، وصورة العرب.
توفي الدبلوماسي اللبناني والمفكر العربي، كلوفيس مقصود، الأحد 15 مايو، عن عمر ناهز 90 عاما في واشنطن بعد نحو أسبوعين من إصابته بنزيف دموي في الدماغ.
الاسم والمعنى
اسم كلوفيس أجنبي وغير شائع في قرى جبل لبنان، تماماً مثل اسم إدوارد لدى إدوارد سعيد، فسعيد اسم عربي خالص، بينما إدوارد اسم إنجليزي خالص أيضاً. وهذه الازدواجية في الاسم أورثت إدوارد سعيد مشكلات في هويته، بينما تخطى كلوفيس مقصود هذا الانشطار وحوّله إلى تفكهة. ففي سنة 1965 ألقى خطبة باللغة العربية في مسجد مدينة ماكالا الهندية التي يقطنها الآلاف من بقايا الجالية اليمنية القديمة العهد في تلك البلاد.
ولما سأله أحدهم عن القبيلة العربية التي ينتمي إليها، أجاب على الفور: «نحن من بني مقصود»، فرد ذلك السائل: «الحمد الله». وفي سنة 1957 وصلته دعوة من الوزير المصري كمال رفعت لزيارة القاهرة بعد أن كتب رسالة احتجاجية على محاكمات الإخوان المسلمين في مصر. وقد اقتاده كمال رفعت، بصورة مفاجئة، إلى منزل جمال عبد الناصر في منشية البكري. وفي الطريق ألحّ على كمال رفعت أن تُلتقط له صورة مع عبد الناصر لتكون شاهد إثبات على اللقاء، ففي بيروت سيشكك كثيرون، خصوصاً منح الصلح، في صحة الرواية. المهم أنه حين وصل إلى منزل عبد الناصر، فُتح الباب، وإذا بعبد الناصر نفسه يستقبله، ثم لم يلبث أن قال له: «عامل شيخ عروبة واسمك كلوفيس؟ ما تغير اسمك يا خوي». فرد كلوفيس فوراً: «سيادة الرئيس، أقترحْ علي اسماً بديلاً. فقال عبد الناصر: «قحطان». فأردف كلوفيس: ما في شي اسم بين بين؟ وحين زارته أم كلثوم في منزله في القاهرة برفقة إحسان عبد القدوس، وبينما كان عبد القدوس يقدمه إلى «الست»، قالت له: «تشرفنا يا كلوفيس. ده اسمك الفني، واسمك الحقيقي إيه؟» بحسب صحيفة الخليج.