متابعة-سنيار: أصبحت التطبيقات التي تدعي أنها قادرة على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب وبعض المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية الأخرى شائعة جدا، ولكن من الصعب أن نعرف ما إذا كانت هذه التطبيقات فعلا توفر العلاج الناجع.
وقد سعى الباحثون للحصول على بعض المعلومات المحددة عن كيفية استفادة مرضى الاكتئاب و القلق من هذه التطبيقات، وكانت نتائج الدراسة إيجابية، ولكنها ليست مؤشرا على نجاعة كل تطبيقات الصحة النفسية المتوفرة، حيث أن انعدام قانون ينظم هذا المجال يجعل اختيار تطبيق موثوق به صعبا.
وتعتبر مشاكل الصحة النفسية شائعة جدا، مع ما يقدر بنحو 350 مليون شخص يعانون حاليا من الاكتئاب في جميع أنحاء العالم، والذي وجدت منظمة الصحة العالمية (WHO)، إنها واحدة من الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم.
ويمكن للمستخدمين الباحثين عن التطبيقات المساعدة في الصحة النفسية أن يجدوا الكثير منها، ولكن من المستحيل عمليا أن نعرف ما إذا كانت مجهزة وقادرة فعلا على المساعدة، بالإضافة إلى أن التطبيقات التي تم إنشاؤها من قبل أشخاص لا يفهمون هذه الشروط الصحية بشكل دقيق يمكن ببساطة أن تفاقم المشكلة بدلا من حلها.
وتسعى دراسة جديدة، أجراها باحثون في جامعة ليفربول وجامعة مانشستر في المملكة المتحدة، إلى توفير القليل من المصداقية في هذا المجال، حيث عمل الفريق مع التطبيق الذي وضعته المؤسستين، والذي أطلقت عليه “Catch It”، وهو مصمم لمعالجة الصحة العقلية والمشاكل النفسية باستخدام طريقة مجربة ومختبرة، تعرف باسم العلاج السلوكي المعرفي، أو CBT.
العلاج المعرفي السلوكي هو علاج شائع الاستخدام مصمم لمساعدة المرضى على إدارة مشاكل الصحة العقلية من خلال محاولة تغيير طريقة التفكير والتصرف، وهو يأخذ شكل مذكرات إذ أن الفكرة هي تمكين المستخدمين من تحديد سبل معينة من التفكير التي قد تؤدي إلى تغيرات في المزاج، وبعد ذلك تقييم ما إذا كانت طريقة التفكير إيجابية، قبل أن يتم تشجيعهم على النظر في عمليات التفكير الأخرى التي قد تكون أكثر فائدة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن غالبية 285 شخصا الذين قاموا بتحميل التطبيق ووافقوا على تمكين الدراسة من الوصول إلى بياناتهم، استخدموه أكثر من مرة للاطلاع على مذكراتهم، كما أن مضمون المذكرات التي أنشأها المستخدمين تتفق مع المفاهيم الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي، مشيرا إلى أن العلاج القائم على الهواتف الذكية يعمل على النحو المنشود.
والأهم من ذلك، أن استخدام التطبيق أسفر عن انخفاض كبير في شدة الحالة المزاجية السلبية وزيادة في شدة الحالة المزاجية الإيجابية.