سنيار-خاص: لم تنتظر المواقع التابعة لجماعة الإخوان في العالم العربي كثيراً حتى تقوم بترجمة المقال الذي نشره الصحفي البريطاني ديفيد هيرست على صحيفة ميدل ايست آي في أن الإمارات شاركت في دعم الإنقلاب في تركيا وبدون أن يذكر المصادر التي استند عليها.
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، أكد في تغريدات نشرها على حسابه في تويتر على أن سياسة الإمارات واضحة في هذه المرحلة الحرجة، ومرتكزاتها الاستقرار، وصون مؤسسات الدولة، والتصدي للتطرف والإرهاب، مضيفاً، الجزء الأخير سبب عداوة «الإخوان».
وقال: بدأ الهجوم ضد الإمارات في الملف التركي، والمصادر إخوانية، «الميدل إيست أي»، و«عربي 21»، تكرار معتاد، دحلان، وأموال وهمية، ومصادر لا تفصح عن نفسها، وأضاف أن لعبة «الإخوان» مستمرة، فبعد الـ «ميدل إيست أي»، و«عربي 21»، تبدأ المواقع الهامشية والصغيرة ترديد الكذبة، قصة تكررت، وستفشل هذه المرة، كما فشلت مراراً.
تاريخ ديفيد هيرست مع الإمارات والسعودية
وبالعودة إلى مقالات ديفيد هيرست خلال السنوات الماضية نجد أنه لا يترك شاردة ولا واردة في انتهاج أسلوب الهجوم على دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية إلا وقد بثها في مقالاته، وكان دائماً ما يذكر أخباراً من شأنها الإساءة إلى الدولتين مع عدم ذكر المصادر التي يستند عليها، ولا ينشر أي دليل على تلك الإدعاءات، وبعدها تقوم المواقع الإخوانية بترجمة تلك المقالات ونقلها للقارئ العربي.
ففي أبريل من عام 2014 ذكر هيرست في مقال له أن المملكة العربية السعودية قامت بالاتفاق مع إسرائيل بشأن الاعتداءات المتكررة في ذلك الوقت على غزة، وأن ذلك العدوان جاء بتفويض ملكي سعودي، مشيرا إلى أن تلك الحقيقة باتت بمثابة “سر مكشوف” في تل أبيب.
رد سفير المملكة في لندن على هيرست
وحينها أصدر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف، بيانا صحافيا، أكد خلاله رفضه لزيف ادعاءات الكاتب ديفيد هيرست عن السعودية، الذي اتهمها فيها بالتحالف مع إسرائيل ضد غزة.
وجاء نص البيان الصحافي الصادر عن سفارة المملكة بلندن: «السيد ديفيد هيرست، هل نيتك الإساءة؟ أم أنك تجهل تماما تاريخ وسياسة الشرق الأوسط؟ أو أنها محاولة منك لتكون مختلفا ولا تكترث بما ادعيته، ولذلك قررت أن تقلب العالم رأسا على عقب من مكتبك في لندن دون الاستناد إلى الوقائع. «الهجوم على غزة بقرار ملكي سعودي».
وتابع من الصعب أن نصدق أن مثل هذه التخريفات المطلقة، ومثل هذه الأكاذيب التي لا أساس لها، يمكن أن تكون مكتوبة من قبل شخص يزعم أنه رئيس تحرير لأي وسيلة إعلامية.وهل تخليت عن المبادئ الصحافية والأخلاقيات المهنية والشعارات التي تزعم أنك تتبناها من خلال صحيفتك الإلكترونية ومنها «لدينا ولاء رئيسي نحو قرائنا – المهمة الرئيسة لدينا هي تقديم الحقائق للقارئ» والسؤال: أين الحقائق الموثقة فيما قدمته؟
لم يعجب هيرست رد السفير السعودي في لندن، فكتب مقالاً آخر بعنوان : دموع التماسيح التي تذرفها السعودية على غزة، وهاجم فيه السفير السعودي، وذكر أنه كان لابد له من أن يُنكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة كان بتمويل من السعودية، ولكنه في هذا المقال لم يستطع أن يأتِ بالدليل الذي طالبه به السفير السعودي ولم يذكر المصدر الذي استقى منه خبره.
الإمارات واليمن
وفي أكتوبر 2014 كتب هيرست مقالاً تساءل فيه إن كانت الإمارات هي التي دعمت الانقلاب الحوثي في صنعاء، وأنها مولت الحوثيين للاستيلاء على السلطة في اليمن، بيد أن هيرست لم يذكر في مقالات أخرى دور الإمارات مع السعودية خلال السنة الماضية في دحر العدوان في اليمن، ولم يأتِ بذكر الشهداء من الطرفين الذين قدموا أرواحهم في سبيل إعادة الشرعية.
صحف الإخوان ورموزها تعيد التغريد لهيرست
من يتابع مقالات ديفيد هيرست سيتعرف أن هناك عدداً من المواقع المنتمية لجماعة الإخوان هي فقط من تقوم بإعادة نشر مقالاته وتغريداته وكل ما يسئ من خلاله لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، كموقع عربي21 وصحيفة هوفنغتون بوست العربية التي يديرها المدير السابق لقناة الجزيرة وضاح خنفر من تركيا، وعدد من المواقع الهامشية العربية التي تلقى تمويلاً من الجهات الداعمة للجماعة.
ومن رموز الإخوان يقوم الكويتي عبدالله النفيسي بإعادة نشر مقالات هيرست والإعلان عنها عبر حسابه في تويتر، ويلاحظ البعض أن هناك تناقضاً في آرائه، فقد تمنى في تغريدات سابقة أن تكون الإمارات (الشقيقة) كما ذكر، قد انسحبت من التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وتمنى في تغريدة أخرى دخول دول أخرى كالكويت والبحرين وقطر في المجهود الحربي في اليمن على إعتبار أن الخطر يشمل الجميع.
وبعدها نشر تغريدة قال فيها :”بلغنا توا بأن الشقيقه الإمارات لم تنسحب من حرب اليمن حسبما تناقلته وكالات الأنباء البارحه وأن تحريفا حصل لتصريح رسمي صدر في أبوظبي .” ولم يذكر النفيسي المصدر الذي استقى منه هذا الخبر، حيث أن وكالات الأنباء التي ذكرها ولم يُسمها، هي تلك المواقع الإخوانية التي ذكرناها في السابق.