هل ستتلقى الأسواق المالية صدمة كبيرة يوم الأحد؟

قد يحدث في فرنسا انقلاب سياسي يوم الأحد مع توجه الناخبين الفرنسين للاقتراع فيما وصفته رويترز بأكثر انتخابات رئاسية غير متوقعة النتائج في تاريخ فرنسا الحديث.

اللافت أن أغاني الراب دخلت سلاحا بين المتنافسين في الحملة ونالت لقطات على يوتيوب للمرشح اليساري ملايين المشاهدات، وهو أمر طريف يظهر أن تلحين الخطب السياسية على نمط أغاني الراب هو وسيلة فعالة لجعل الحديث السياسي مستساغا أمام شرائح واسعة من الجمهور الفرنسي وخاصة الشباب.

هناك احتمال يخيف الأسواق العالمية وقد يشهده يوم الأحد أي فوز مرشيحين اثنين من أصل الأربعة المتنافسين، ممن سيعملون لإخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

ففي حال كانا في المنافسة التالية فإن هذا الاحتمال سيحمل أكبر صدمة للأسواق المالية لأن المواجهة ستكون بين سياسيين شعبويين مناهضين للاتحاد الأوروبي من أقصى يسار وأقصى يمين التيارات السياسة بحسب ما أكدته وكالة رويترز.

نتائج هذه الانتخابات قد تشكل انقلابا سياسيا يساهم في انهيار الاتحاد الأوروبي فالمرشحة ماري لوبان تريد سحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي، كما هو حال جان لوك ميلينشون مرشح أقصى اليسار الذي يطمح للفوز برئاسة فرنسا. ميلينشون (65 عاما) زعيم حزب اليسار الصغير إن فرنسا ستنفق في حالة انتخابه 100 مليار يورو على مشروعات ضخمة لبناء المساكن ومشروعات الطاقة المتجددة لتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل.

وجاء صعود ميلينشون في استطلاعات الرأي بعد أداء قوي في مناظرات تلفزيونية في أواخر مارس آذار وأوائل أبريل نيسان كأحدث مفاجأة في السباق الذي شابته الفوضى خاصة وأنه أثبت براعته في الخطابة فضلا عن نجاحه في استثمار مواقع التواصل الاجتماعي التي حولت بعض خطاباته إلى أغاني راب على يوتيوب وغيره.

وينوي مرشح أقصى اليسار فرض ضريبة إضافية نسبتها 90 بالمئة من الضريبة الأساسية على من تزيد دخولهم عن 400 ألف يورو سنويا. كما يرفض قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بخفض العجز في الميزانية وقال إنه سيدعو إلى استفتاء على انسحاب فرنسا من الاتحاد إذا رفضت ميركل وقادة آخرون إدخال تعديلات جذرية على مسار التكتل وخاصة بالرجوع عن التقشف المالي القائم منذ سنوات.

ورغم أن أيا من استطلاعات الرأي لم يتوقع حتى الآن أن يصل ميلينشون إلى الجولة الثانية فإن السياسي البالغ من العمر 65 عاما يتحدى هوامش الخطأ في تلك الاستطلاعات بحسب صحيفة أرابيان بيزنس.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيهزم لوبان في جولة الإعادة. لكنه هو أيضا يريد سحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي ومثل لوبان قد يجد صعوبة في الحصول على أغلبية برلمانية لتنفيذ خططه.

ماكرون (39 عاما)، الوسطي المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، في المنافسة بسهولة ليحرم لوبان (48 عاما) من فرصة أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا.

وسيتأهل اثنين من الأربعة لجولة الإعادة التي ستجرى يوم السابع من مايو أيار، فيما أعاد الهجوم الذي شهده شارع الشانزيليزيه الليلة الماضية وقتل فيه شرطي وأصيب اثنان آخران، قضيتي الأمن والهجرة إلى صدارة الحملة الانتخابية.

مارين لوبان حزب الجبهة الوطنية الذي تقوده من وضع هامشي إلى قلب المشهد السياسي وجعلت من نفسها منافسا حقيقيا على أمل أن تكون أول رئيسة لفرنسا وأول زعيم من اليمين المتطرف للبلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وجاء هجوم الشانزيليزية ليعزز وعودها الانتخابية من طرد فوري للأشخاص المصنفين «في منتهى الخطورة» من دون الرجوع إلى القضاء، إلى سحب الجنسية الفرنسية من المتهمين بأعمال إرهابيّة ممن يحملون جنسيّة ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى