كيف يساعد حظر استيراد الأغذية من بعض الدول على تعزيز الحياة الصحية لسكان الإمارات؟

اعبتاراً من 15 مايو الجاري سيتم حظر استيراد بعض الخضروات والفواكه في دولة الإمارات من كل من عُمان ومصر والأردن واليمن ولبنان، وسط قلق متزايد بشأن مستويات المواد السامة في المبيدات الحشرية المستخدمة بالزراعة في هذه البلدان.

ويتوقع محللو الصناعة أن زيادة الاعتماد على الوارادات من أوروبا وشمال أفريقيا وأستراليا يمكن أن يؤدي إلى رفع الأسعار بنسب تصل إلى 70%، وعلى الرغم من ذلك، يبدو أصحاب المطاعم والطهاة أقل قلقاً من التجار ويرحبون بهذه الأخبار، بحسب صحيفة ذا ناشيونال.

ويقول جينز مينتشنباخ الشيف التنفيذي في فندق والدورف أستوريا بدبي “الإمارات تضع سابقة بالقول إنها لا تريد هذا النوع من المنتجات، وستكون مثالاً إيجابياً للعديد من الدول الأخرى التي ستحذو حذوها، ولدينا فرصة حقيقية لإيجاد حلول لهذه المشكلة”.

ووفقاً لوزارة التغير المناخي والبيئة، فإن مبيدات الآفات وخاصة مشتقات مبيدات الآفات التي تحتوي على الكلور تعرض البشر والبيئة للخطر، ولضمان توافق الواردات مع معايير الصحة والسلامة العالمية، تقوم دولة الإمارات باختبار جميع المواد الغذائية المستوردة في المختبرات المعتمدة من قبل الهيئة البريطانية للاعتماد، ويتعين على البلدان المتضررة من الحظر تقديم شهادات تثبت أن جميع المنتجات المحلية خالية من بقايا مبيدات الآفات قبل السماح باستئناف الوارادت.

ويضيف مينتشنباخ “قبل خمسين عاماً رأينا عدداً قليلاً من الناس الذين يعانون من الحساسية، واليوم هم موجودون في كل مكان، وكل ذلك من صنع أيدينا، لقد نقلنا المرض إلى طعامنا، وهو في نهاية المطاف يؤثر على أجسادنا”.

وبعد أن حدثت فجوة في السوق، أسست إيلينا كينان شركة غرينهارت للمزارع العضوية في الشارقة قبل نحو خمس سنوات، حيث باتت الشركة تقدم منتجات عضوية خالية من المواد الكيماوية والمبيدات الحشرية للسكان، بالإضافة إلى أنها تزود 30 فندقاً ومطعماً بحاجتها من هذه الأطعمة.

وتقول كينان “نحن نزرع أكثر من 100 من المنتجات المختلفة، ولدينا برنامج خاص لبناء التربة، ونستخدم السماد الخاص بنا الذي يتم الحصول عليه من الماعز والدجاج، وفي بعض الأيام ننتج ما يصل إلى طن من الضخروات والفواكه، ولدينا الآن نحو 40 نوعاً مختلفاً من الطماطم الخالية من المواد الكيماوية، وكل منها يملك شكلاً وحجماً ولوناً ونكهة. لا أعتقد أن أية مزرعة أخرى في الإمارات تفعل ذلك”.

ومن شأن الحظر الذي تفرضه الحكومة على الفواكه والخضروات المستوردة من بعض البلدان أن يوفر دفعة قوية لأعمال كينان، وهي تعتقد أن ذلك سيجعل المستهلكين يراجعون أنفسهم ويحاولون تثقيف أنفسهم حول مصادر الأطعمة التي يأكلونها. مما يساهم في تعزيز الثقافة الصحية للسكان، ويقلل من الأمراض الناتجة عن تناول أطعمة استخدمت مواد كيماوية سامة في إنتاجها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى