تسييس الحج.. من الخميني إلى تميم

سنيار: أعلنت لجنة في قطر تختص بحقوق الإنسان أمس السبت، أنها وجهت شكوى إلى الأمم المتحدة، تتهم فيها المملكة العربية السعودية بـ”تسييس” الحج ووضع العراقيل أمام المواطنين القطريين والمقيمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة، وذلك رغم إعلان السلطات السعودية عن قواعد الحج والعمرة بالنسبة للقادمين من قطر وتقديم استثناءات من الحظر المفروض على قطر منذ بدء الأزمة الجارية.

جاء ذلك في الوقت الذي بثت فيه قناة الجزيرة كذلك تقريراً تدعو فيه إلى تدويل الحج وعدم ربطه بالمملكة العربية السعودية، حيث ادعت أن المملكة تقوم بإقحام السياسة في مناسك الحج وأنها تطوعه لأجل منافعها السياسية، وبررت ذلك بمنعها الحجاج القطريين من أداء مناسك الحج رغم بيان المملكة في هذا الإطار الذي رحب بالمواطنين القطريين.

فى العام الماضى منعت طهران الإيرانيين من الحج وأمرتهم بزيارة ضريح الخمينى وكربلاء، مطالبة بتشكيل إدارة دولية للحج بداعى أن السلطات السعودية تسىء معاملة «الفُرس» وأن الرياض تستخدم الشعائر الدينية لأغراض سياسية.
وتتجاوز حصة قطر من الحجاج ألفى ومئتى حاج، ويصل عدد الشركات المرخص لها في العام الماضي أربعة وعشرين شركة.

من الخميني إلى تميم

وتقوم قطر بهذه المطالبات بإعادة نهج الخميني في تدويل المناسك وتسييسها، حيث دأبت إيران على تسييس شعائر الحج منذ تولى الخميني السلطة عام 1979 وبدأت أولى هذه المحاولات في العام التالي للثورة بتظاهر حجاج إيرانيين أمام المسجد النبوي وهم يرفعون صور الخميني ثم حاولوا بعدها بعامين دخول المسجد الحرام وهم يحملون أسلحة نارية صغيرة، في عام 86 تم ضبط إيرانيين قدموا لأداء الحج ومعهم مواد شديدة الانفجار وآخرين يحملون منشورات دعائية وفي العام التالي قام حجاج إيرانيون بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجيج من تأدية مناسكهم رافعين شعارات الثورة الإسلامية.

تطور الأمر إلى درجة أخطر بعد الكشف عن تورط أحد الدبلوماسيين الإيرانيين بوقوع انفجارين قرب المسجد الحرام عام 87,وفي عام 90 تسبب حجاج إيرانيون بتدافع كبير بين الحجاج ما أدى إلى وفاة أكثر من 1400 حاجا، وقبل عامين خالف نحو 300 حاج إيراني التعليمات ما تسبب في وقوع تدافع نجم عنه وفاة 717 حاجا، وفي العام الحالي تصر إيران على إقامة تجمعات لحجيجها التي تسبب في إعاقة حركة الحجيج.

وفي العام الماضي خرج المرشد الإيراني علي خامنئي بدعوة رسمية “لانتزاع إدارة شؤون الحج” من يد المملكة، وتعويضها بإدارة إسلامية للمناسك المقدسة، في بيان رسمي، وطالب خامنئي”المسلمين بالتفكير جدياً في إدارة الحرمين الشريفين” عن طريق لجنة إسلامية مشتركة عوضاً عن السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى