متابعة-سنيار: على مدى نصف العقد الماضي، كان الذكاء الاصطناعي الموضوع الأكثر إثارة للجدل، وقد أثنى جبابرة وعباقرة هذا المجال على المستوى الذي وصلت إليه هذه الصناعة، لكنه أيضا لقي معارضة غير مسبوقة من مؤثرين ومليارديرات العالم.
وقد تمت مناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي في مجالين رئيسيين: الطب والتمويل، وهما الصناعات اللتين تمثلان ركنين أساسيين للبنية الأساسية المستقرة لأي بلد، كما أنها صناعات لا غنى عنها، وقد تبين أن هناك إمكانية الاستغناء عن اليد العاملة في هذين المجالين ممكنة، وإنها مجرد مسألة وقت قبل أتمتة المجالين.
وقد لمس هذا التغير الثوري في البداية ميدان التشخيص الآلي والعلاج من الأمراض، حيث أن الطب الحديث والبنية التحتية للرعاية الصحية مجال كبير للتحسين، فعلى سبيل المثال أصبح جهاز الذكاء الاصطناعي لشركة “آي بي إم”، “واتسون”، جيدا مثل أخصائي الأشعة المهنية عندما يتعلق الأمر بالتشخيص، كما أنه يجمع مليارات من الصور الطبية (30 مليار على وجه الدقة) للمساعدة في العلاج المتخصص لحقول الصورة الثقيلة مثل علم الأمراض والأمراض الجلدية.
ويجري أيضا إصلاح حقول مثل أمراض القلب مع ظهور الذكاء الاصطناعي، فقد كان من المفترض أن يأخذ الأطباء ما يقرب من ساعة لقياس كمية الدم المنقولة مع كل انقباض في القلب، ويستغرق الأمر الآن 15 ثانية فقط باستخدام الأدوات الذكية، وقد مكنت هذه الحواسيب في المستشفيات والعيادات الرئيسية، الأطباء من معالجة ما يقرب من 260 مليون صورة يوميا في مجالات تخصصهم – وهذا يعني العثور على سرطان الجلد، جلطات الدم، والالتهابات بسرعة غير مسبوقة ودقة، ناهيك عن المليارات من الدولارات المحفوظة في البحوث والصيانة.
أما في مجال الصناعة المالية، فإن ما يقرب من 15.000 شركة ناشئة موجودة، وهي تقوم بإنشاء نماذج تجارية واستثمارية تدار بالكمبيوتر، فعلى سبيل المثال تخلت “بريدجواتر أسوسياتد”، واحدة من أكبر صناديق التحوط في العالم، عن بعض موظفيها لصالح شركات تشجع الذكاء الاصطناعي مثل سنتيانت، ويالثفرونت، وTwo Sigma، وغيرها الكثير.
ولأن هذا التطور قادم لا محالة ولا يمكن وقفه، ومن المؤكد أنها ستنجز العمل أفضل من اليد العاملة البشرية، لذلك يبقى التوازن هو الحل، فقد وجدت الأبحاث أن 40٪ من وظائف الولايات المتحدة يمكن ابتلاعها من قبل أجهزة الذكاء الاصطناعي بحلول أوائل 2030، لذلك فإن التحمس للذكاء الاصطناعي لابد أن يكون مصحوبا بالحذر، والبدء في التفكير بعمق جدا حول كيف يمكن أن تتكامل مع البشر، حتى نتجنب الفوضى المطلقة.
