تبذل شرطة دبي جهوداً كبيرة في سبيل تثقيف السجناء وتطوير مهاراتهم وأفكارهم ودمجهم مع المجتمع من جديد، وفي إطار هذه الجهود، قامت بإنشاء مزرعة عضوية خاصة ضمن سجن دبي المركزي يعمل السجناء أنفسهم على إدارتها.
وآخر ما يمكن أن تتوقع مشاهدته ضمن سجن دبي المركز هو مزرعة لإنتاج الأغذية العضوية، لكنها موجودة بالفعل داخل السجن بمنطقة العوير، حيث يعمل فيها السجناء بنشاط وسط النباتات والخضرة الخصبة، ضمن منطقة صحراوية، بحسب غلف نيوز التي زارت السجن واطلعت على المزرعة.
وقال أحد السجناء وهو وراء فكرة المشروع إنه لم يكن يعتقد أن فكرته يمكن أن تتحول إلى مشروع مزدهر داخل السجن، وأضاف “هذه ثورة جديدة في تكنولوجيا الزراعة الذاتية. استخدمنا حوضاً للأسماك مرتبطا بخزان آخر لجمع نفايات الأسماك التي يتم تغذيتها بعد ذلك إلى النباتات. وتنظف النباتات بدورها الماء الذي يعاد تدويره إلى السمك. هذه التكنولوجيا هي الحل لتغير المناخ وارتفاع أسعار المواد الغذائية. انها تسمح لنا بزراعة المنتجات العضوية بأسعار معقولة “.
ويعتمد المشروع على “دائرة كاملة من الحياة” لإنتاج الأسمدة العضوية. والمزرعة لا تحتاج إلى تغيير المياه حيث يتم تنقيته تلقائيا بالمرشحات.
ولدى سماع فكرته المبتكرة، قدمت شرطة دبي للسجين الأدوات والإمدادات المناسبة لبدء المزرعة العضوية. حتى أنها ساعدت على تدريب السجناء الآخرين لإتقان تقنيات الزراعة العضوية.
وقال العميد علي الشمالي مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي إن إدارة السجن كانت حريصة على اعطاء فرصة للسجناء لتطوير أفكارهم واقتراحاتهم حول كيفية قضاء وقتهم داخل السجن.
وأضاف “نحن نقدم لهم كل ما يحتاجونه لتنفيذ مشاريعهم ودعم أي فكرة جديدة. ويمكن لأي نزيل أن يرسل طلبا لما يحتاج إليه وما يريد القيام به ونتعامل معه بشكل جدي وننفذ الطلبات على أساس مواردنا المتاحة”.
ويشارك العديد من السجناء في أنشطة مثل ورش العمل اليدوية والرياضة داخل السجن المركزي. وفي الوقت نفسه، شكر النزيل خلف المزرعة العضوية شرطة دبي على دعمها في بناء المزرعة داخل السجن.
