في تقليد يصل عمره إلى أكثر من نصف قرن، يجتمع مربو الماشية كل أسبوع في الفجيرة لتنظيم مسابقات مصارعة ثيران جريئة لتحديد حيواناتهم الأقوى.
ويقول الملاك أن الاشتباكات الوحشية ليست دامية مثل تلك التي تحدث في إسبانيا والبرتغال، حيث يقوم المصارعون عادة بقتل ثيرانهم.
لكن نشطاء حقوق الحيوان أدانوا هذه المنافسات وأصروا على أنها غير ضرورية وقاسية. وفي حديثها إلى صحيفة ذا ناشيونال، أدانت هند المطروشي، وهي شرطية من الشارقة المسابقات التي تقام على كورنيش الفجيرة، وتعهدت بوضع حد لها.
لكن المنظمين أصروا على أن هذه الممارسة جزء مهم من الحياة في الإمارة، وأن المنافسات كانت “أقل إراقة للدماء” و تعطي المزيد عن قوة الحيوانات والفخر لأصحابها.
وقالت السيدة المطروشي: “في البداية لم أكن أفهم سبب وجود ثيران على مقربة من الكورنيش يوم الجمعة، ثم قال لي عدد من أصدقائي المحليين أن المعارك بين الثيران مستمرة منذ سنوات ولم يعرفوا كيفية إيقافها. نحن بحاجة إلى وضع حد لهذا إنها ليست رياضة أو هواية، إنها وصمة عار”.
وتجري مصارعة الثيران بعد ظهر كل جمعة في حلقة واسعة مسيّجة، حيث تتجمع الحشود، في الغالب مع الأطفال الصغار، في مجموعات حول السياج أو يراقب المشاهدون من سياراتهم عندما تنزل الحيوانات إلى الساحة.
ويقوم المنظمون بفحص وزن كل ثور للتأكد من مطابقة الأوزان ضد حيوان ذو حجم مماثل، وتدوم كل معركة عادة حوالي أربع دقائق، والفائز هو الثور ينجح في إبعاد المنافس بقرونه.
ولا يوجد أية جوائز مالية، لكن الثور الفائز يمكن أن يباع بسعر أعلى في وقت لاحق بسبب قوته.
ويوم الثلاثاء الماضي، قالت السيدة المطروشي، وهي ناشطة في مجال حقوق الحيوان، إنها اتصلت بوزارة التغير المناخي والبيئة لتشكتي هذه المنافسات، ولكنها لم تتلق ردا بعد.
وقال حارب النعيمي (75 عاما) وهو مربي إماراتي يملك 20 ثورا في حديثه إلى صحيفة ذا ناشونال، إن حيواناته كانت دائما تلقى رعاية جيدة. وأصر على أن المزارعين يشعرون بالفخر لقوة وحيوية الثيران، ويعاملونها كما لو كانت فرداً مع العائلة.
وأضاف: “المسابقات جزء من حياتنا ونحن نهتم بالثيران مثلنا نحن نهتم بأطفالنا، نحن نطعمها أفضل الغذاء، بما في ذلك العسل. ونقدم لها أفضل رعاية طبية، ولا أعتقد أن أي شخص آخر يعامل حيواناته كما نفعل”.
وأكد السيد النعيمي على أن المعارك، التي كانت تقليدًا في الفجيرة منذ حوالي 70 عامًا، لم تكن تدور حول الفوز أو الخسارة. وقال إن تربية الحيوانات كانت طريقة حياة للكثيرين في الإمارة، وأنه حريص على بقاء هذا التقليد.