مضى أكثر من عقد منذ إعلان إقامة علاقات دبلوماسية بين الإمارات والفاتيكان، ووضع الأسس لعلاقة مزدهرة مما مهد الطريق لأول زيارة يقوم بها البابا إلى الخليج.
وتم الترتيب لترويج ما أطلق عليه الفاتيكان “روابط الصداقة المتبادلة” وتعزيز التعاون الدولي بين الدولتين. وبعد عام، في عام 2008، زار أول وفد رفيع المستوى، بقيادة رئيس المجلس الوطني الاتحادي السابق، عبد العزيز الغرير، الفاتيكان والتقى البابا بنديكت السادس عشر.
وعلى الرغم من أن الغرير أوضح رغبة الإمارات في تنمية الصداقة الناشئة، إلا أن الدولتين كانتا ترعيان هذه العلاقات بهدوء لسنوات.
والآن تستعد الإمارات لأول زيارة بابوية رسمية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وسوف يتوجه البابا فرانسيس إلى العاصمة في 3 فبراير، حيث يستقبله الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت الحكومة الإماراتية إنه من المقرر أن يعقد الجانبان محادثات حول “الأخوة البشرية والسلام” بالإضافة إلى التعايش بين جميع الأشخاص والأديان، بحسب صحيفة ذا ناشيونال.
وأحد العوامل المشتركة بين الجانبين هو العدد الهائل للمهاجرين، فالإمارات لديها ثاني أكبر عدد من المهاجرين بعد الفاتيكان حسب النسبة المئوية للسكان. ونظراً لعدم وجود ولادات في الفاتيكان، يشكل مهاجروها 100 في المائة من سكانها البالغ أقل من 1000 شخص. ولكن الأهم من ذلك أن كلا الدولتين تؤمنان بالحريات التي تشمل الحق في التعبير الديني.
خلال السنوات الخمس عشرة التي قضاها في المجلس الرسولي لجنوب الجزيرة العربية – الإمارات العربية المتحدة وعمان واليمن – يقول المطران بول هيندر إنه شاهد تقدمًا في التسامح والتفاهم المتبادل بين المجتمعات المحلية في الإمارات.
وقال الأسقف هيندر، وهو سويسري الجنسية “نحن نتمتع بالأمن، هناك دول في المنطقة فيها العديد من المخاطر، ولكن هنا في الإمارات، نحن نتمتع بأمن ملحوظ”.
وتم بناء أول كنيسة كاثوليكية في دولة الإمارات “القديس يوسف” في عام 1965 – وهو مبنى أسمنتي بسيط على شاطئ أبو ظبي. وبعد ذلك بعامين، افتتحت كنيسة العذراء في دبي. واليوم، هناك 76 كنيسة ودار عبادة في الإمارات، تسعة منها كاثوليكية، مع ما يقرب من مليون من أتباع العقيدة المسيحية.
وعلى عكس نهج البابا بنديكت الأقل إقبالاً على الإسلام ، جعل فرنسيس المصالحة الدينية والحوار بين الأديان حجر الزاوية لعمله. وفي رحلته الدولية الأولى عام 2014، زار البابا الأردن وفلسطين. وفي عام 2017، جاءت زيارته إلى مصر بعد ثلاثة أسابيع من وقوع هجوم انتحاري على كنيستين قبطيتين، مما أسفر عن مقتل 45 شخصًا. وفي ذلك الوقت، تحدث البابا فرانسيس عن “الأخوة والمصالحة مع جميع أبناء إبراهيم، ولا سيما العالم الإسلامي”.
وبالمثل، فإن انفتاح الإمارات على الحوار بين الأديان وحرية التعبير الديني هي عوامل جذبت جالية كبيرة من المغتربين.
وعلى مر السنين، استخدمت كلتا الدولتان القوة الناعمة لسد الثغرات وجذب كل منهما للآخر. وفي ديسمبر، أصبح المغني الإماراتي حسين الجسمي أول فنان عربي يقدم عروضاً في حفل عيد الفاتيكان السنوي.