إذا كنت قد سافرت إلى مونتريال من قبل، فستعرف أن الخبز يمثل مساهمة مهمة في هوية تذوق الطعام في المدينة، وتختلف المنتجات المعروضة هناك عن تلك الموجودة في جميع أنحاء العالم.
الخبز على طراز مونتريال، أصغر حجماً وأكثر كثافة، فالخبز يغلي في الماء المحلى بالعسل وهي سمة مميزة للسلعة المخبوزة الخاصة بهذه المدينة الكندية.
إن تحضير الخبز المثالي هو مهمة معقدة وشاقة، كما اكتشف طلال فندي وبادر عزيز قبل افتتاح مخبزهما “بيجل يارد”.
ويقدم المخبز تجربة أصيلة من نكهة كيبيك لا يتم العثور عليها في أي مكان آخر في دولة الإمارات، وتحول إلى وجهة مفضلة قوية لدى عشاق الطعام المعروفين منذ افتتاحه في نوفمبر 2018.
وقبل ذلك، كانت العروض التي تقدمها دبي تقتصر على الخبز النموذجي. ويقول عزيز “هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يقدمها مشهد الطعام المتنوع في دبي، لكننا فوجئنا بعدم وجود خبز مونتريال أصيل جيد هنا”.
إن اهتمام الثنائي بالتفاصيل والالتزام بالأصالة هو ما يميز “بيجل يارد”. وقرر فندي، وهو موظف مدني دولي سابق، ولد ونشأ في ليبيريا، ومستشار تكنولوجيا المعلومات السعودي عزيز، أنه إذا كانا يريدان تقديم الأصالة، فسيتعين عليهما أولاً الذهاب إلى الوطن الأم وتعلم كيفية صنع الخبز بشكل صحيح.
وفي خريف عام 2016، ذهبت فندي إلى كندا للتدريب في St-Viateur Bagel، أحد أقدم المخابز في مونتريال وهو مؤسسة تعمل في تجارة الخبز اليدوية لأكثر من 60 عامًا.
التحدي الأول جاء مع تحديد مصادر الدقيق الكامل. في حين أن شركة St-Viateur لديها خط إنتاج خاص بها يوفر الدقيق لتحضير الخبز، ولم يتوفر مثل هذا في دبي، ويختلف دقيق خبز مونتريال عن دقيق الخبز العادي الذي يحتوي على نسبة عالية من الغلوتين، فالبروتينات التي تحتوي على الغلوتين هي التي تعطي عجين الخبز قوته ومرونته، وعادة ما يحتوي الدقيق المستخدم على غلوتين بحوالي 2 إلى 4 في المائة أكثر من دقيق الخبز.
وأمضى الثنائي أسابيع يختبران الطحين من موردين محليين قبل اختراع مزيجهم الخاص الذي ينتج الخبز المثالي، بحسب صحيفة ذا ناشيونال.