العلاقات الإماراتية العُمانية.. استثنائية وراسخة عبر العصور

تمتد العلاقات التاريخية الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان في نسيج اجتماعي وثقافي واحد، ولها طابعها الخاص، وتستند إلى أواصر الأخوة العميقة والجيرة الطيبة والتداخل العائلي والأسري، بجانب قاعدة كبيرة ومتنوعة ثرية بالمصالح المشتركة.
كما تنطلق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان الشقيقة من أسس مشتركة وراسخة تؤطّرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية والتعاون الاقتصادي، وتبلورت عبر سنوات ممتدة في كل المجالات، بما فيها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، وتُعد نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، وبما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين.
ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى قيادة الدولة، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «الإمارات وعُمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».

 

العمل المشترك
تشكل العلاقة بين البلدين ركيزة أساسية على صعيد العمل المشترك في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك على المستوى العربي العام في إطار جامعة الدول العربية، بحكم الالتقاء في وجهات النظر والإيمان بالمبادئ والأسس التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات والتعاون بين الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، وهي مبادئ تمثل إطار التعامل بين الدول وفق المواثيق الدولية.
وتربط البلدين علاقات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متنوعة، تجمع ما بينها روابط تاريخية وجغرافية، يميزها التقارب القائم على حسن الجوار والصلات الاجتماعية وروابط الأصل والدم والنسب واللغة والدين، كما تدعمها روابط التاريخ والانتماء الإسلامي والعربي والخليجي المشترك التي تؤصل فيهم أواصر المحبة والتعاون والألفة المتجذرة بين الشعبين منذ آلاف السنين.

علاقات عميقة جداً تاريخياً
تتميز طبيعة العلاقة بين الشعبين الإماراتي والعُماني بأنها أسرية، حيث تربط البلدين علاقات عميقة جداً تاريخياً، وأبرز ركائز هذه العلاقة هي الدين واللغة والنسب والجذور الواحدة للقبائل والعائلات والجوار بالحدود الطويلة المشتركة والتاريخ المشترك، ووحدة المصالح، ولا تقتصر هذه العلاقات على مراعاة المصالح والتعاون البناء في المجالات ذات الاهتمام المشترك فحسب، بل لطالما كانت علاقات ذات طبيعة خاصة يميزها ما يجمع البلدين من أخوة صادقة وتقارب وتداخل جغرافي قائم على حسن الجوار والصلات الاجتماعية والعائلية الوثيقة التي تحظى بمكانة كبيرة لدى الشعبين الشقيقين، وتدعمها روابط التاريخ والانتماء الإسلامي والعربي والخليجي المشترك.

5 منافذ برية تربط الدولتين
ترتبط الإمارات بحدود برية مع سلطنة عُمان، وهناك خمسة منافذ برية تربط الدولتين، منها: منفذ الوجاجة بين السلطنة وإمارة دبي، ومنفذا وادي الجزي وحفيت بين السلطنة ومدينة العين، ومنفذ خطمة ملاحة بين السلطنة وإمارة الشارقة، ومنفذ تيبات بين السلطنة وإمارة رأس الخيمة.
وتنامت خلال الأعوام الأخيرة علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات وسلطنة عُمان، وأطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي ومواصلات عُمان، خطاً دولياً للحافلات بين دبي ومسقط في خطوة تهدف إلى تعزيز النقل البري وتسهيل تنقل الركاب بين البلدين، وتنطلق رحلات حافلات هذا الخط من محطة أبوهيل للحافلات، وسعر تذكرة الشخص الواحد ذهاباً 55 درهماً.   واعتبرت هذه خطوة مهمة في طريق توسيع وتعزيز شبكة النقل الدولي بين البلدين، وبداية لمشروع تكامل في شبكة النقل بين البلدين، وجاءت تلك الخطوة حرصاً على سلامة وراحة الركاب المتنقلين بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات على متن حافلات متطورة وآمنة ومريحة ومعدة خصيصاً لنقل الركاب على مسافات طويلة. التراث الثقافي وتشمل عناصر التراث الثقافي المشتركة بين السلطنة والإمارات عناصر عدة، أبرزها: مشاركات الفرق المسرحية العُمانية بكافة المهرجانات المسرحية والفنية بالإمارات، وفن العيالة الذي تم توثيقه بـ «اليونيسكو» كنمط مشترك ضمن قائمة التراث غير المادي، وصناعة الخنجر، والرماية بالسكتون، وغيرها الكثير.

زر الذهاب إلى الأعلى